دبي، الإمارات العربية المتحدة– انطلق معرض دبي للطيران 2025 هذا الأسبوع بقوة، حيث تصدّرت القوة الجوية الأمريكية المشهد من خلال عروض جوية مبهرة شاركت فيها قاذفة بي-52 ستراتوفورتريس العريقة، ومقاتلة إف-35 لايتنينغ الثانية المتطورة، ومقاتلة إف-16 فايبر متعددة المهام، وطائرة البحرية الأمريكية بي-8 بوسيدون. وقد أبرزت هذه العروض التزام الولايات المتحدة بأمن المنطقة وأكدت القدرات الاستثنائية وغير المسبوقة للقوة الجوية الأمريكية.
بدأ الظهور الأمريكي في سماء دبي مع القاذفة بي-52، رائدة الهجوم بعيد المدى التي أثبتت استمرار أهميتها على مر العقود. ويمكن ربط قدرة هذه القاذفة على البقاء بفعاليتها في إبراز مساحة القوة وانتشارها حول العالم. وتتبع للجناح الثاني للقاذفات في قاعدة باركديل الجوية بولاية لويزيانا، وتعمل حالياً ضمن مهمة قوة القاذفات التابعة للناتو من قاعدة مورون الجوية في إسبانيا.
يهدف هذا الانتشار المؤقت للقاذفات إلى تعزيز القدرة القتالية المشتركة، وتقوية التعاون، وتحسين كيفية عمل القوات الأمريكية والحليفة معاً في البيئات عالية التهديد. وقد شكّل وجودها تذكيراً قوياً بالتزام أمريكا الراسخ تجاه حلفائها وقدرتها على ردع الخصوم المحتملين.
وبمشهد مختلف تماماً، خطفت المقاتلة إف-35 لايتنينغ الثانية الأنظار بسرعتها وقوتها الهائلة. تُعد هذه الطائرة الجيل الخامس من المقاتلات وأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا القتالية، وتستخدمها القوات الجوية والبحرية ومشاة البحرية الأمريكية، إضافة إلى عدد من الدول الحليفة. وقد شاركت في العرض فرقة الاستعراض التابعة للجناح المقاتل 388 من قاعدة هيل الجوية بولاية يوتاه، والمتخصصة في إظهار الأداء الأقصى للطائرة. ورغم قدرة الـ إف-35 على التخفي عن الرادار ووسائل الكشف الأخرى، إلا أنها كانت النجم الأبرز في اليوم الأول من المعرض.
وبطريقة مماثلة، قدم فريق الاستعراض الخاص بـالـ إف-16 من الجناح المقاتل 20 في قاعدة شو الجوية بولاية ساوث كارولينا عرضاً مألوفاً لعشاق المقاتلات عالية المناورة. المقاتلة المعروفة باسم "Viper" قادها في العرض الرائد تايلور هيستر، الذي أدهش الجمهور بمناورات عالية واستخدام شبه مستمر للحارق النفاث. لم يكن العرض بغرض الاستعراض فقط، فخط إنتاج الـ إف-16 ما زال نشطاً وتشكل الطائرة خياراً مفضلاً في مبيعات السلاح الخارجية. وتستخدم ثماني دول ضمن منطقة عمليات القيادة المركزية الأمريكية هذه المقاتلة، مما يسهم في توحيد القدرات والفهم العملياتي بين هذه الدول.
واختُتم العرض الأمريكي بطائرة البحرية بي-8 بوسيدون، وهي طائرة دورية بحرية مبنية على طراز طائرة بوينغ 737. ورغم تشابهها الخارجي مع طائرة الركّاب، إلا أنها مجهزة داخلياً لاكتشاف وتتبع ــ وعند الحاجة ضرب الأهداف فوق وتحت الماء. تحتوي الطائرة على أجهزة مراقبة متقدمة وعوامات صوتية، إضافة إلى منصات أسلحة داخلية وخارجية. وعلى الرغم من أن ذلك لم يكن واضحاً خلال العرض، فإن قدرة بوسيدون على التحليق لمدد طويلة تجعلها منصة مثالية للمراقبة البحرية. وتستخدمها ثماني دول حليفة بهدف مشترك يتمثل في حماية حرية الملاحة.
ورغم أن العروض الجوية أبهرت الحضور في دبي، إلا أن الرسالة الأكبر كانت واضحة. قال الفريق ديريك فرانس، قائد القوات الجوية للفرقة التاسعة (قيادة القوات الجوية المركزية الامريكية): "وجودنا في دبي أكثر من مجرد عرض جوي. نحن نظهر احترافيتنا وتدريبنا وقدراتنا القتالية بشكل واضح أمام العالم. الرسالة التي نبعثها هي: السلام من خلال القوة. نحن وشركاؤنا ملتزمون باستقرار المنطقة، ونحن مجهزون ومدربون وعلى استعداد تام للحفاظ على الاستقرار وتعزيز الأمن."